الشيخ محمد (دِيدَ) بن محمدْ (احظانا) بن حبيب الله بن أحمد بن أتفغ يحي: فقيه متمكن من قبيلة إدابلحسن (إيدوكتشللا) المتعلقون بالله1.

أخذ عن والده محمد أحظانا، كما أخذ عن العلامة الشيخ محمدو بن أغربظ الحسني، ثم هاجر إلى الشمال حيث تتلمذ على محمد بن عبد الودود الحاجي، الذي قضى معه أكثر من خمس عشرة سنة، كما أخذ عنه الطريقة الشاذلية الناصرية.

أسس محظرة كبيرة أمضى بها أكثر من سبعين سنة وهو يدرس مختلف العلوم. وقد امتازت محظرته بأنها أول محظرة في منطقة القبلة يدرس فيها ديوان غيلان ذي الرمة الذي أخذه عن شيخه محمد بن عبد الودود، وقد جاء به محمد بن عبد الودود من أشياخ له من أهل منطقة توات.
وقد أخذ عنه كل من الشيخ محمدو بن حنبل، والشيخ محمد حامد بن آلا، والمختار بن المعلى، وعبد الوهاب بن المعلى، وأخوه عبد الله السالم، وعبد الله بن أحميدي، والشيخ احمدو بن أحمذي، وأحمد بن الشيخ محمدو بن أغربظ،، وأحمدو بن المصطف، وعبد الله بن حمين، وعبد الله بن محمودن.

له من الآثار: منظومة في نصح ابنه أحمدو الملقب أباعبد لله، ورسالة في الرد على تلميذه الشيخ محمد بن أغربظ في مسألته المشهورة التي فيها يستفسر العلماء :
عن اشتغال شباب العصر كلهم عن الـــــــــــــعلوم بأوراد سنيات
أهذه نعمة في الدين نحسبـــها أم هي في ديننا إحدى المصيبات
فرد عليه كثير من العلماء من ضمنهم الشيخ محمد بن أحظانا الذي رجح- في رسالة طويلة ذيلها بقصيدة طويلة في نفس البحر والروي- أن هذه المسألة من أدهى المصيبات، وأن الأولى أن يتعلم الشباب أولا أمور دينهم، ثم لمن شاء منهم بعد ذلك أن يأخذ الأوراد.

وله مجموعة فتاوى فقهية في مختلف قضايا عصره. وقاموس أمداح أسماه :"سقي الفتاح بقاموس الأمداح" في عدة بحور ويقرأ من عدة اتجاهات، كما ترك ديوان شعر في أغراض متعددة من أهمها التوسل، والنصح والإرشاد، والحث على التعلم ومكارم الأخلاق.

توفي الشيخ محمد بن أحظانا عام 1329هـ موافق1911م عن عمر مديد ناهز المائة والعشرين على رأي بعض، و116 سنة على الأرجح، ومزاره في اندبَّيْجِرْ بمنطقة العقل، يسميه أهل المنطقة بقيع العقل لكثرة الصالحين والعلماء وشيوخ التصوف الذين دفنوا فيه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- نقلا عن المجموعة الكبرى، د. يحي البراء، ط1، ج2، ص133.