آخر الأخبار المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يبين الموقف الشرعي من الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية :: بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك يصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم نشرية علمية جديدة حول أحكام العيد والأضحية وآدابهما. ::
الصفحة الرئيسية
 عن المجلس
  النصوص القانونية
  تشكلة المجلس
 الفتوى
  صناعة الفتوى( الحلقة الثانية)
  صناعة الفتوى (الحلقة الأولى)
  فتاوى صادرة عن المجلس
 المظالم
  مظالم تمت تسويتها
 ندوات ومحاضرات
  توصيات الندوة العلمية حول العلاقة بين الفقه والطب
الفتوى رقم: 392/ 2020م: في حكم ممارسة الرياضة في محيط المسجد

السؤال: ملخص الاستفتاء:

يقول السائل ما هو حكم ما يقوم به بعض الناس هذه الأيام من ممارسة الرياضة في المسجد، بحيث يسرع أحدهم في المسجد حتى يسمع وقع أقدامه ويشوش على المصلين؟

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛
أما بعد: فإن الله تعالى جعل المساجد بيوته على هذه الأرض فأضافها إليه سبحانه وتعالى إضافة تشريف وتعظيم فقال جل من قائل: وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (سورة الجن، الآية: 18).

وينبغي لعمارها أن يعلموا أنه سبحانه وتعالى أراد لهذه المساجد أن تكون سببا في تآلف المجتمع وتراحمه ووحدته ومحو الفوارق الطبقية والفئوية عنه، وأن يتم إبعادها عن كل ما يناقض رسالتها تلك من مشاحنات وخصومات، وهذا ما أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ، وَمَجَانِينَكُمْ، وَشِرَاركُمْ، وَبَيْعَكُمْ، وَخُصُومَاتِكُمْ، وَرَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ، وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ، وَاتَّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِهَا الْمَطَاهِرَ، وَجَمِّرُوهَا فِي الْجُمَعِ". سنن ابن ماجه، الحديث: 750. وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: "ليلني منكم، أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم ثلاثا، وإياكم وهيشات الأسواق". صحيح مسلم، الحديث: 432. وفي رواية أخرى: "ِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلاَمِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الأَسْوَاقِ". سنن الترمذي، الحديث: 228.

وقد فسر النووي "هَيْشَاتِ الأَسْوَاقِ " فقال: أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها. المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج: 4، ص: 156. وقال الشوكاني: و " الْهَوْشَة " الفتنة والاختلاط، والمراد النهي عن أن يكون اجتماع الناس في الصلاة مثل اجتماعهم في الأسواق متدافعين متغايرين مختلفي القلوب والأفعال. نيل الأوطار، ج: 3، ص: 217.

وانطلاقا من هذه النصوص وما تحمله من حض على الائتلاف وأخذ كافة أسبابه، والبعد عن الاختلاف وكافة سبله، فإنه على جماعة المسجد أن تتعاون على ما فيه الخير للجميع وإبعاد المساجد عن كل ما لا تصلح له، هذا ما ينبغي أن يعقله الجميع ويتعاونوا عليه، أما بخصوص ما ورد في السؤال من قيام البعض بالرياضة في المسجد أو في حصنه فإن هذا التصرف لا يليق وجدير أن يذكر فاعله بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر إنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة وقراءة القرآن". صحيح مسلم، الحديث: 285.
ومن المعلوم أن " إنما" أداة للحصر والإثبات، ثم إن هذا التصرف ينافي ما أمرنا الله تعالى به من تعظيم حرماته. قال جل من قائل: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ [الحج: 30].

ولا شك أن المساجد من أعظم حرمات الله جل وعلا فيجب أن تصان عن كل ما لا يليق بها من قول أو فعل.

خلاصة الفتوى

الخلاصة: أن ممارسة الرياضة في المسجد أوفي حصنه لا تجوز لأنه ما بني لذلك وإنما بني لما يقرب من الله تعالى من أفعال البر فقط.

والله تعالى أعلم.

بـــحــث
     
 خدمات