هو: عبد القادر بن محمد بن محمد سالم (قارِّ): فقيه متميز ومدرس ومؤلف من قبيلة المدلش (أولاد بوسيدي)1.
درس على والده، وعلى أحمد حامد بن محمذن المختار الله التندغي، وعلى أحمد باب بن البخاري بن الفلالي الباركلي.
أمضى أزيد من ستين سنة وهو يعلم التلاميذ ويدرسهم، وكان ممن أخذ عنه عبد السلام بن حرمة العلوي، وسيدي بن هاو، ووالدن بن صلاحي، ومحمد بن محمد خوي المجلسي، ومحمد حبيب الله بن مايابى الجكني.
تولى القضاء في منطقته فكان قوي العارضة، إذ يحكى أنه نزل قريبا من حيه الأمير التروزي أحمد سالم بن إعلي، وأرسل إليه يطلب الضيافة والنوال كما هي العادة المتبعة، فرد عليه عبد القادر بقوله:" هذه الأموال التي بأيدينا حبس غير تام الملك، ولا يحل لنا أن نتصرف فيه إلا لمصلحته، ولا نعطي منه تمشيا مع الشرع إلا لثلاثة: أرملة لا حيلة لها ولا كافل، وتلميذ غربة متفرغ لطلب العلم عاجز عن إعالة نفسه، ولص تخاف صولته نظرا لجواز مداراته، فأي هؤلاء صاحبك؟". فبادر الأمير قائلا "لست من هذه الثلاثة".
له عدة تآليف منها "ثِمان الدرر في هتك أسرار المختصر" (في سبع مجلدات اختصر فيه اللوامع لوالده محمد بن محمد سالم)، و"شرح لتكميل المنهج لميارة الفاسي، و"الحق الراسخ في أن تحريم المبتوتة لم يرد فيه ناسخ"، و"توضيح المعاني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني"، و"رسالة في عدم ملك الأرض باللحاء" أي أن الصمغ العربي لا يملك شجره لنزع دباغه؛ (يعرف في الحسانية بسيره)، و"تعليق على ألفية بن مالك"، و"شرح على إضاءة الدجنة في اعتقاد أهل السنة"، و"شرح على عقود الجمان في البيان للسيوطي"، و"قرة العينين في شرح غزوات سيد الكونين"( و هو شرح على منظومة البدوي المجلسي)، "ونزهة الأفكار في شرح قرة الأبصار للمطي"، و" رسالة العقيدة الصغرى"، وغيرها من المؤلفات الغزيرة.

من فتاويه في بعض أحكام الصلاة 2
من قــــام في جلوسه فليعتمد علـى يديــه للإمــــام ذا عهد
وترك الاعتمـــاد وثــب وهـــو لا يليق بالصــــــــلاة فيمـا نقــلا
لأنـــه الخشــــوعَ لا يــــــــلازم في جامع المصحف هذا لامع.

توفي العلامة عبد القادر بن محمد ولد محمد سالم رحمه الله عام 1337هـ موافق 1919م. ومزاره بموضع يدعى حدبة السباعي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- نقلا عن المجموعة الكبرى، د. يحي البراء، ط1، ج2، ص150.
2- المصدر نفسه: الفتوى رقم:821، ج5، ص:1515.