السؤال: ملخص الاستفتاء: أود منكم إجابتي على سؤالي المتعلق بموضوع الصلاة على الميت.
ما هو مشهور المذهب المالكي في الصلاة على الغائب؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين؛
وبعد: فإن الله تعالى كرم بني آدم فقال: [ولقد كرمنا بني آدم]، ومن ذلك التكريم أن الشرع أمر بالاعتناء بالإنسان في حياته وبعد موته، فأمر بتغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه، وقد اختلف الفقهاء في الصلاة على الغائب، قال الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد البر في شرحه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي للناس في اليوم الذي مات فيه وخرج إلى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات:" وفيه الصلاة على الغائب، وأكثر أهل العلم يقولون: إن ذلك خصوص للنبي صلى الله عليه وسلم، وأجاز بعضهم الصلاة على الغائب إذا كان في اليوم الذي دفن فيه أو قرب ذلك، ودلائل الخصوص في هذه المسألة واضحة لا يجوز أن يستدل فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم غيره، لأنه والله أعلم – أحضر روح النجاشي بين يديه، فصلى عليه، أو رفعت له جنازته كما كشف عن بيت المقدس".
وقال خليل في مختصره: "ولا غائب" الخرشي: "يعني أنه تكره الصلاة على شخص غائب من غريق وأكيل سبع وميت في محل أو بلد وصلاته على النجاشي من خصوصياته صلى الله عليه وسلم وذلك أن الأرض رفعت له وعلم يوم موته ونعاه لأصحابه يوم موته، وخرج بهم فأمهم في الصلاة قبل أن يوارى، ولم يفعل ذلك بعده أحدٌ، ولا صلى أحد على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ووري، وفي الصلاة عليه أعظم رغبة، فدل ذلك على الخصوص".

الخلاصة:
خلاصة الفتوى أن الصلاة على الغائب مكروهة في مشهور مذهب الإمام مالك.

والله الموفق.