السؤال: ما حكم جماعة صلى بها إمام الجمعة دون خطبة؟

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه؛
و بعد: فقد شرعت صلاة الجمعة لحكم عظيمة من أهمها اجتماع المسلمين يوما في الأسبوع، وشرعت فيها الخطبة ليتعظ الناس ويتعلموا من أمر دينهم، ومما يهمهم في أمورهم العامة.
ويشترط لصحة الجمعة أن يتقدمها خطبتان يجلس بينهما الإمام، وذلك عند الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة؛ لما في الصحيحين "كان صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين يقعد بينهما"،ولأن الخطبتين أقيمتا مقام الركعتين فكل خطبة مكان ركعة والإخلال بإحداهما كالإخلال بإحدى الركعات.
قال ابن شاس في عقد الجواهر الثمينة مبينا مرتبة خطبة الجمعة: وهي فرض وشرط في صحة الجمعة .
وقال القاضي عبد الوهاب في التلقين: اختلف الناس في خطبة الجمعة هل هي فرض أم لا، فعند مالك والشافعي أنها فرض وشرط في صحة الصلاة فلا تجزئ الصلاة إلا بها .
وقال خليل في مختصره يعد شروط صحة الجمعة:[ وبخطبتين قبل الصلاة مما تسميه العرب خطبة ] .
قال الخرشي عند هذا المحل: ومن شرط صحة الجمعة الخطبة الأولى والثانية على المشهور فلو تركهما، أو إحداهما لم تصح وهو مذهب ابن القاسم.
وقال الدردير: من شروطها وصل الصلاة بها وكونها داخل المسجد وكونها عربية والجهر بها وكونها (مما تسميه العرب خطبة) بأن يكون كلاما مسجعا يشتمل على وعظ.
ومحل اشتراط الخطبتين في صحة الجمعة القدرة عليهم، قال الدسوقي: فلو كان ليس فيهم من يحسن الإتيان بالخطبة عربية لم يلزمهم جمعة .
وبناء علي ما سبق فإن هذه الجمعة التي أقيمت بدون خطبة باطلة لأن الخطبة فرض علي القادرين عليها تبطل الصلاة بتركه، وغير القادرين عليها فرضهم الظهر فحسب.

والله الموفق.