محمد (باي) بن سيدي أعمر بن الشيخ سيدي محمد الخليفة بن الشيخ سيدي المختار: فقيه متمكن وصوفي بارز من قبيلة كنت (أولاد سيدي الوافي) القاطنين في منطقة آدرار إفوغاس (جمهورية مالي حاليا)1.
درس على والده سيدي أعمر، وعلى أخيه سيدي محمد، وأخذ أيضا في اتوات عن حمزة بن أحمد بن محمد بن مالك اتواتي دارا الفلاني نسبا.
تتلمذ عليه الكثير من أبناء قبائل آدرار إفوغاس، وكان موسى أك آمستان شيخ قبيلة (أولمدن) أحد أيرز تلامذته، كما درس عليه كل من الشيخ أبو الخير الأرواني، وزين بن أبي عزة البوجبيهي، وحماد بن خليل الكنتي.
قاوم الاستعمار الفرنسي مع أخيه سيدي محمد الذي دعا إلى الجهاد في منطقة آدرار أفوغاس. وما إن توفي سيدي محمد حتى هادن الفرنسيين ،وانهى الصراع معهم،بل تحسنت بعد ذلك علاقته بهم ونصبوه قاضيا في المنطقة.
كان شيخا في القادرية التي أخذ عن آبائه. ويعد الشيخ الروحي لعدة قبائل من التوارك كأهكار، وتيتوك، وإفوكاس ، بالإضافة إلى كنت في أزواد.
له عدة مؤلفات منها: شرح الأخضري في العبادات على المذهب المالكي، وشرح أحاديث المصري، وشرح احمرار بن بونه على ألفية بن مالك، ونظم مبطلات الصلاة، ورسالة في أنساب بعض قبائل أزواد (وهذه القبائل هي:أمعشر، أكتونه، إفلان، ماسنه، إيدنان، أكتانين)، وكتاب في النوازل، وشرح على الأجرومية في النحو.

توفي محمد (باي) بن سيدي أعمر رحمه الله تعالى عام 1337 هـ موافق1928م.

من فتاويه:2
سئل محمد (باي) بن سيدي أعمر بن الشيخ سيدي محمد الكنتي عن حكم الهذرمة المخلة ببعض الحروف؟ فأجاب: لا خلاف في منع الهذرمة المخلة ببعض الحروف، ولا أجر في ممنوع، ومن ذكر عنهم الختم مرارا في الليلة الواحدة يقرؤون بتثبت وتؤدة، ولكن لخفة لحاهم ورطوبة ألسنتهم تيسر لهم ذلك، ومن لازم شيئا أعطي ملكوته، وقد تطوى المسافة لبعضهم كما حكي عن بعض أصحاب ابي مدين أنه ختم في شوط واحد فوق عشرين ختمة، وهو يقرأ بترتيل وتؤدة، وربما كرر آية مرارا استلذاذا بها . قال زروق: "لااستحالة في هذا إذ القدرة صالحة، والله يختص بعض عباده بما شاء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المجموعة الكبرى.د. يحي البراء. ط1.ج2.ص:187.
2- المصدر السابق. مجلد4. إحالة 472. ص1128.