آخر الأخبار المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يبين الموقف الشرعي من الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية :: بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك يصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم نشرية علمية جديدة حول أحكام العيد والأضحية وآدابهما. ::
الصفحة الرئيسية
 عن المجلس
  النصوص القانونية
  تشكلة المجلس
 الفتوى
  صناعة الفتوى( الحلقة الثانية)
  صناعة الفتوى (الحلقة الأولى)
  فتاوى صادرة عن المجلس
 المظالم
  مظالم تمت تسويتها
 ندوات ومحاضرات
  توصيات الندوة العلمية حول العلاقة بين الفقه والطب
الفتوى رقم: 438/ 2021م : في حكم صناديق الدوائر الاجتماعية.

السؤال : اتفقت مجموعة من النساء على إنشاء صندوق اجتماعي على مستوى دائرتهن الاجتماعية بغرض مساعدة المرضى وذوي الاحتياجات من أقاربهن وحددن مبلغا ماليا تدفعه كل واحدة نهاية كل شهر هذا المبلغ تستوي في دفعه ذات اليسر والعسر والعاملة والعاطلة عن العمل ومع اقتراب نهاية كل شهر يكلفن مجموعة منهن بتحصيل المبلغ عن طريق الاتصال على الأفراد وإشعارهم بنهاية الشهر.
ومع نهاية الشهر يجتهدن في من هو الأولى بالإعانة في ذلك الشهر ليدفع له المبلغ وإذا كانوا جماعة يوزع بينهن باجتهادهن مع العلم أن من يقوم بهذا الاجتهاد هو بعض النسوة لا جميعهن.

أولا : هل إنشاء هذا الصندوق من قبل ثلة من النساء وإبلاغ باقي نسوة العشيرة به ليلتزمن بدفع قسطه حياء جائز شرعا أم لابد من إشراكهن في الموضوع من البداية لئلا يجدن أنفسهن محشورات بين تكليفهن مالا يطقن أو ما لا يقتنعن به أصلا أو شرعا وبين معرة عدم الاندماج في مجتمعهن ؟

ثانيا : ألا ينبغي أن يراعى في المبلغ القدرة المادية لأفرادهن، أو ما يترك التحديد أصلا، بأن يقال بأن من تقدر على مساعدة عينية كانت أو غير ذلك تأتي بها نهاية الشهر كما هو معلوم في التبرعات ؟

ثالثا : إذا كان ما يدفع من باب الصدقة وصلة الرحم ألا يتنافى ذلك وتشكيل لجنة للتحصيل نهاية كل شهر، أليس من الأولى والأرفع للحرج في أمر غير واجب أن يحدد مكان للدفع سلفا ومن قدر على شيء يدفعه هناك ؟
رابعا : ما هي الآلية المثلى التي يجب أن تتبع نهاية كل شهر لاختيار المستفيدين من حصيلة الصندوق ؟

الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعــــد: فإنه مما لا شك فيه أن هذا النوع من الصناديق الطوعية التي لا يقصد بها إلا إعانة المرضى والمحتاجين من المجتمع يعتبر من أفضل أنواع البر والمعروف وهو إن شاء الله تعالى داخل في امتثال قول الله تعالى: ((وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)) سورة المائدة، الآية: (2)
إلا أنه يجب أن تراعى فيه الأمور التالية:
1) أن يكون سببا في تآلف قلوب المشاركين فيه ولا يكون ذلك إلا بإخلاص النية فيه لله تعالى وإبعاد حظوظ النفس الأمارة بالسوء كالرياء والسمعة ونحو ذلك مما يفسد العمل ويبطل أجره عند الله جل وعلا ويحوله إلى المعصية بدل الطاعة وإلى التنافر والاختلاف بدل التراحم والإنصاف.
2) أن يحرص المشاركون في الصندوق على أن يبقى الأمر في طور التطوع فلا يتعامل معهم على أنه دين واجب عليهم فلا يؤخذ منهم إلا عن طيب خواطرهم فلا يجوز إحراجهم وجعلهم يدفعون أموالهم حفاظا على أعراضهم فقط، لأن المأخوذ حياء كالمأخوذ غصبا،
3) أن يراعى في صرف تلك المبالغ ما اتفق المشاركون على صرفها عليهم مما يضمن وحدة الكلمة واستمرار عمل الخير،
4) أن يستشعر الجميع أن ما يقدمه للمحتاجين سيعود عليه هو بالنفع في الدنيا والنفع في الآخرة كما وعد ربنا جل وعلا المنفقين الذين لا يبغون بإنفاقهم إلا وجهه الكريم جل جلاله.

والله الموفق.

بـــحــث
     
 خدمات