السؤال: ما هي الأسباب التي تلجئ إلى الاسترعاء؟ وما هي شروط قبوله؟

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه؛
أما بعد: فإن الاسترعاء قد عرفه سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم في رسالته المسماة: طيب المرعى في حقيقة الاسترعاء بقوله: اعلم بأن الموثقين يسمون الاسترعاء إيداع الشهادة، ويسمونه الاسترعاء، وهو طلب الرعي أي الحفظ للشهادة ليقوم المسترعي عند الحاجة إليها.
وحقيقته أن يشهد إنسان شاهدين فأكثر أنما عقد عليه أو ما سيعقد عليه من الدار الفلانية أو غيرها عقد معاوضة غير ملزم له، وإنما فعله خوفا على نفسه أو ماله أو ولده، وأنه يقوم به متى قدر عليه وأمن مما تخوَّفه .
وهو ينفع في كل تطوع من عتق وطلاق وهبة وحبس، وإن لم تعرف البينة السبب، ولا يصح في المعاوضات كالبيع والخلع إلا أن تعلم البينة السبب ؛ فيفرق بين الطلاق بخلع والطلاق بدون خلع، لأن الطلاق إذا كان بخلع دخل في باب المعاوضات، فتعين فيه أن تعلم البينة السبب الحامل على الاسترعاء، بخلاف الطلاق بغير خلع فلا يلزم فيه ذلك.
ولا يجوز الاسترعاء إلا في وجهين لا ثالث لهما، أحدهما: التقية، والثاني: الإنكار ؛ ابن سهل: الأصل في هذا أن كل من استرعى في شيء تطوع به ويصح له كالعتق والطلاق وشبهه يريد كالحبس نفعه الاسترعاء ولم يلزمه ، أي: ما فعل من العتق والطلاق والحبس.
ويشترط في الاسترعاء:
1. أن يعرف الشهود الإكراه أي الوجه الذي حصلت به المعاوضة من غير طوع منه؛
2. أن يتقدم الإشهاد على الفعل؛
3. وأن يعين اليوم من الشهر؛
4. وأن يعين الوقت من اليوم؛
5. وأن يكون لموجب.
وقد نظم هذه الشروط محمد مولود في الكفاف بقوله:

وشرطه السبق لما قد أوقعا تعييـــن وقـته ويـــومه معـــا
وكـــونه لســـبب وهــل ولو جهله الشهـود وهو ما انتقوا

والله الموفق.