أحمد بن المصطفى بن اطوير الجنَّ بن عبد الله بن أحمد صائم: فقيه متميز ومؤرخ من قبيلة إيدولحاج (الصيام) القاطنين في وادان1.
درس على سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم حيث مكث عنده عشرين عاما، كما أخذ عن أحمد سالم بن الإمام الحاجي الواداني، وعن أخيه السالك بن الإمام، وعن محمذن فال بن امباركي اليدمسي.
وأخذ الشاذلية عن الشيخ أبي عبد الله بن محمد التوريني، عن أبيه عبد الله التوريني، عن سيدي أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي.
حج وأكرم السلطان المغربي نزله ثم مر بتونس وقضى بها زمنا.
أسس محظرة ي وادان أخذ عنه فيها: الشيخ محمد فاضل بن اعبيدي صاحب زاوية اجريف (آدرار)، كما أخذ عنه سيدي محمد بن محمد الصغير التيشيتي، ومحمد الصابر التاشدبيتي.
له مؤلفات منها: "وفيات الأعيان" وهي حوليات في تاريخ وادان، و " فيض المنان في الرد على مبتدعة هذا الزمان"، ورحلته إلى الحج التي سماها: " رحلة المنى والمنة"، وكتاب في التوحيد يشرح فيه عقيدة الطالب جد الغلاوي، وكتاب في الأنساب سماه: "الإعجاب في معرفة الأنساب"، ومنظومة في السيرة سماها: " نزهة الأحبار في سيرة النبي المختار".
توفي أحمد بن المصطفي بن اطوير الجنَّ رحمه الله سنة 1265هـ موافق 1848م، وهو دفين وادان في دار محظرته بعد عمر طويل يذكر أنه ناهز 120سنة.
من فتاويه: سئل أحمد بن المصطفي بن اطوير الجنّ الحاجي: ما معنى قولهم: المجاز أبلغ من الحقيقة مع قولهم بوجوب حمل اللفظ على حقيقته إن احتملها؟
"جوابها والله تعالى أعلم ما حققه المحقق عبد الحكيم فإنه جنح إلى أن معنى قولهم: "أبلغ" أكثر بلوغا ووصولا إلى المقصود. وأما أخذه من البلاغة ففيه نظر، لأن البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال، فإذا اقتضى الحال تجريدا أو إطلاقا، فالإتيان به أبلغ من الترشيح. انتهى وهو كلام حسن. زيادة إيضاح لكلامهم وكلام المحقق عبد الحكيم: معنى كون المجاز أبلغ من الحقيقة أنه كدعوى الشيء ببينة. ألا ترى أنك إذا قلت: رأيت شجاعا فهذه دعوى مجردة عما يثبتها بخلاف ما إذا قلت: رأيت أسدا. معناه أكثر بلوغا ووصولا إلى المقصود. فكأنك ادعيت أنه شجاع وأقمت عليه بينة وهو أنه أسد. وهذا هو مراد عبد الحكيم من قوله في أن قولهم إن الترشيح أبلغ من التجريد معناه أكثر بلوغا ووصولا إلى المقصود. لأن البينة التي اشتملت عليها الدعوى مما تؤيد المقصود وتوصل إلى صحته. والله الموفق للصواب ويؤتي الحكمة من يشاء وفصل الخطاب"2.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- نقلا عن المجموعة الكبرى، د. يحي البراء، ط1، ج2، ص61-62.
2- المصدر السابق، المجلد الرابع، الإحالة رقم: 269، ص625.