محمد البشير بن الحاج الهادي: فقيه متميز من قبيلة إيديلب من أهل ولاتة1.
أخذ عن الطالب عمر بن محمد الإيديلبي، وعن الحاج بي بكر بن الحاج عيسى بن أبي هريرة الغلاوي، وعن الطالب الأمين بن الطالب الحبيب الخرشي، وعن الشيخ سيدي أحمد بن سيدي صالح، وعن عمر بن باب الولاتي،كما يبدو من فتاويه أيضا أنه أخذ عن سيدي عبد الله بن أبي بكر التنواجيوي.
قال عنه البرتلي:"أحيا العلم في بلاده" وذلك لكثرة طلابه، وما يرد عليه من النوازل، وقال عنه المختار بن حامدن: "عالم بلاد التكرور، وفقيهها ومفتيها، كان يقضي ليله في المطالعة ، ونهاره في التدريس". أخذ عنه جمع كبير من أهل العلم من أمثال الطالب أحمد بن أبي بكر بن الحاج عبد الرحمن البرتلي، والحاج صالح بن عبد الله ،والكصري بن محمد بن المختار الإديلبيان.
له من الآثار "مجموع إفتائي كبير".
توفي محمد البشير بن الحاج الهادي عام: 1197هـ موافق1783م
من فتاويه:
يقول الحاج محمد البشير بن الحاج الهادي الإيديلبي2: " الحمد لله وحده، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.أما جوابكم عن الأمر الذي في قوله تعالى "ورتل القرآن ترتيلا" فقال فيه الرجراجيإن فيه خمسة أقوال؛ قيل الترتيل أفضل مطلقا، وهو القول المشهور الذي عليه الجمهور، وقيل الإسراع أفضل مطلقا، وقيل هما سواء، وقيل الترتيل في غير الإمام أفضل، والإسراع في الإمام أفضل، ذكره المنجوري في جامع التقييد، وقيل الترتيل أفضل إلا في حق من صعب عليه الترتيل. قال الإمام مالك رضي الله عنه" من الناس من إذا رتل أخطأ فالحذر في حقه أفضل". ذكره ابن رشد في جامع البيان. وقيل الإسراع بالعارف بمعاني القرآن أفضل، والترتيل للجاهل بمعاني القرآن أفضل. فدليل القائل بأن الترتيل أفضل مطلقا ،الكتاب والسنة والمعنى، أما الكتاب فقوله تعالى: "ورتل القرآن ترتيلا"، وقوله "أفلا يتدبرون القرآن"، وقوله "ليتدبروا آياته"، ومن السنة قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا خير في عبادة لا تدبر فيها،" وأتي أيضا بالأدلة أن الإسراع أفضل من الكتاب والسنة والمعنى، وكذلك بعض الأقوال التي بأدلتها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- نقلا عنى المجموعة الكبرى ، د. يحي البراء، ط1،ج2، ص ص:188-189.
2- نفس المصدر السابق: ج4، إحالة رقم: 465، ص ص:1107-1108