استقبل رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم/ الشيخ أحمد الحسن ولد الشيخ محمد حامد أول أمس الاثنين في مكتبه بمقر المجلس في نواكشوط، معالي وزير الشؤون الدينية التونسي/ الدكتور إبراهيم الشائبي.
جرى اللقاء بحضور أعضاء المجلس، والأمين العام السيد: اسلكو ولد محمدو، والطاقم الإداري من جهة، ومن جهة أخرى، الأمين العام لوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي السيد: بيت الله ولد أحمد الأسود، وسعادة السفير التونسي في نواكشوط السيد: صبري الشعباني.
وقد رحب رئيس المجلس بمعالي الوزير والوفد المرافق له معربا عن سعادته بهذه الزيارة الكريمة متمنيا لهم كل التوفيق والنجاح.

و في كلمته أوضح معالي الوزير التونسي أنه حرص على زيارة هذه الهيئة الموقرة لما يراه من أهمية الفتوى، وضرورة الاعتناء بها وقوفا في وجه ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فوضوية واضطراب في إصدار الفتاوى.
كما نوه بجهود المجلس في هذا المجال بشكل خاص، وخدمته للإسلام بشكل عام، وذلك من خلال مساهمته في نشر العلم، والتوجيه والإرشاد، والتصدي للمعضلات الشرعية التي تعن للفرد المسلم في هذا البلد، في مختلف جوانب حياته اليومية.
وعبر الوزير التونسي-كذلك-عن مدى تثمينه لتلك الجهود قائلا:" جئنا لنحييكم من تونس؛ من جوامعها العلمية وحواضرها، من الزيتونة ومن القيروان..."
وأما رئيس المجلس فقد بيَّن- في معرض الاحتفاء بزيارة هذا الوفد الكريم- أن لتونس فضلا وحضورا تاريخيا حيا في الذاكرة العلمية لموريتانيا، من خلال أعلام المذهب المالكي الذين نقل عنهم علماء البلد، واسترشدوا بهم، كالقاضي سحنون، وأبي زيد القيرواني، وابن عبد السلام، وغيرهم.

بعد ذلك قدم رئيس المجلس عرضا موجزا عن مهام المجلس ومسؤولياته مبينا جهوده في مجال النشر، وموضحا المسار الذي يتبعه في إصدار الفتاوى وضبطها، وتسوية مظالم المواطنين التي ترد إليه، في إطار اختصاصاته وصلاحياته.

بعد ذلك تناول الأمين العام للمجلس بشيء من التفصيل الطرق التي ينتهجها المجلس في القيام بالمهام الموكلة إليه في مجال كل من الفتوى والمظالم موضحا ما حققه المجلس من إنجازات.

كما وضح جهود المجلس في مجال النشر، كإصداره لمجلة: " منارة الفتوى" وهي مجلة علمية محكمة تصدر بشكل دوري، وتنشر فيها البحوث والدراسات العلمية الشرعية في مختلف الفروع وفق نهج الوسطية والاعتدال، بالإضافة إلى مجاميع الفتوى والكتب التراثية من تأليف علماء البلد، والتي يتولى المجلس مهمة جمعها وتحقيقها وطباعتها ونشرها.

من ذلك كتاب: "مجموع النوازل" لانبوي الولاتي، وكتاب: "من فتاوى المجلس" الذي يعتبر حصيلة مختارة من الفتاوى التي أصدرها المجلس منذ إنشائه حتى الآن.
وقد صدر كل من الكتابين في جزءين وتم توزيعهما على القطاعات الرسمية، والبعثات الدبلوماسية والمراكز العلمية والأكاديمية والمحاظر.

وفي نهاية اللقاء رحب رئيس المجلس مجددا بالوزير والوفد المرافق له، وأعرب معالي الوزير التونسي عما غمره من مشاعر السعادة أثناء هذه الزيارة، وأكد عزمه العمل من أجل المزيد من تكثيف الاتصال والعلاقات بين المؤسسات التونسية و هيئة المجلس الأعلى للفتوى والمظالم بموريتانيا.