وعيا من المجلس الأعلى للفتوى والمظالم للمهمة النبيلة المنوطة به في مجال الإفتاء وتوجيه الناس فإنه سيواكب حجاجنا لموسم 1443 ببعض المختصرات البسيطة التي تبين للناس أحكام حجهم وتساهم في توعيتهم .
الإخلاص في الحج
يجب على الحاج أن يخلص النية لله تعالى في سفره وأن يعلم أن السفر للحج من أعظم النعم .
وتعظيما لهذه الفريضة جاء الأمر فيها بصيغة التأكيد، قال تعالى : ولله على الناس حج البيت مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ .
قال القاضي أبوبكر بن العربي المالكي : قال علماؤنا: هذا من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب ، إذا قال العربي: لفلان علي كذا فقد وكده وأوجبه. قال علماؤنا: فذكر اللَّهُ سبحانه الحج بأبلغ ألفاظ الوجوب ؛ تأكيدا لحقه ، وتعظيما لِحُرْمَتِهِ، وتقوية لفرضه .
قال الصاوي : "وإنما أضيف الحج والعمرة لله في قوله تعالى : وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ولم تضف بقية العبادة لأنه مما يكثر الرياء فيها جدا، ويدل على ذلك الاستقراء، حتى إن كثيرا من الحجاج لا يكاد يسمع حديثا في شيء إلا ذكر ما اتفق له في حجه، فلما كان مظنة الرياء قيل فيهما: " لله " اعتناء بالإخلاص ".