آخر الأخبار المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يبين الموقف الشرعي من الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية :: بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك يصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم نشرية علمية جديدة حول أحكام العيد والأضحية وآدابهما. ::
الصفحة الرئيسية
 عن المجلس
  النصوص القانونية
  تشكلة المجلس
 الفتوى
  صناعة الفتوى( الحلقة الثانية)
  صناعة الفتوى (الحلقة الأولى)
  فتاوى صادرة عن المجلس
 المظالم
  مظالم تمت تسويتها
 ندوات ومحاضرات
  توصيات الندوة العلمية حول العلاقة بين الفقه والطب
ذاكرة الفتوى الموريتانية: الشيخ سيديا بن المختار بن الهيب

الشيخ سيديا بن المختار بن الهيبَ بن أحمد دوله بن أبابك؛ فقيه وصوفي وشاعر متميز ، من قبيلة أولاد ابييري (أولاد انتشايت)، قطب من أقطاب العلم والتصوف في البلد، ورجل سياسة بارع.
رحل في طلب العلم واستغرق طلبه زهاء 38 سنة قضى منها 13 سنة في دراسة علوم اللغة على يد حرمة بن عبد الجليل العلوي، و 4 سنوات في دراسة الفقه على يد إلى حبيب الله بن القاضي الإيجيجبي وابنه محمد محمود، وعاما في المطالعة أربع سنوات، في مكتبات تيشيت، و16 سنة في دراسة التصوف والتبحر في أسرار الطريقة القادرية في حضرة الشيخ سيدي المختار الكنتي وابنه الشيخ سيدي محمد الخليفة في أزواد.
عاد الشيخ سيديا من رحلته الطويلة إلى منطقة (القبله) في حدود 1242هـ/1827م، فأسس حضرته المشهورة في عموم المنطقة، و كرس معارفه العلمية ونفوذه الروحي والسياسي لإصلاح مجتمعه البدوي، ونشْر الطريقة القادرية شمالا وجنوبا واتسع نفوذه العلمي والسياسي ، فكثر مريدوه والمستظلون به.
يقول صاحب الوسيط: "وهو العلم الذي رُفع على قطره، واشتغل به أهل دهره، وماذا أقول في رجل اتفق على أنه لم يظهر مثله في تلك البلاد، اشتغل في شبابه بالعلوم وبرع فيها (...) ولم تزل فضائله تبدو حتى أذعنت له الزوايا وحسان، وصار مثل المَلِك بينهم فلا يعقب بحكمه، وكان أهلا لذلك كرما وحلما وعلما، ولم تزل الدنيا تنهال عليه ويفرقها بين الناس". سافر إلى المغرب سنة 1250هـ فأحسن ملك المغرب استقباله وأهداه مكتبة غنية.
أخذ عنه جم غفير من رجال العلم والتصوف القادري منهم: الشيخ أحمد بن الزوين، ومحمد سيدينا بن أحمد محمود الأبييري، والشيخ أحمدو بن اسليمان الديماني، والشيخ محمد سيدينا بن محم الأبييري، ومحمد امبارك بن أحمد بن حبيب الله اللمتوني ، ومحمد امبارك (بابا) الحيبلي، وأحمدُّ بن البخاري التندغي، ومحمد الحسن بن سيدي أحمد بن خاجيل الأبييري، والشيخ الحسن بن محم الحسني، وغيرهم كثير من أجلة العلماء والمشائخ.
سعى الشيخ سيديا إلى إصلاح المجتمع سياسيا وفكريا عبر الدعوة إلى إقامة سلطة سياسية مركزية قوامها أهل الشوكة الحاكمين بدل الإمارات المتحاربة والمتنافسة، فكان له تأثيره القوي على الأمراء الوجهاء من أهل زمانه. وبذل جهده من أجل لَمِّ شتات الإمارات -آنذاك- وتوحيد صفوفها.
وفي هذا الإطار انعقد مؤتمر تندوجه المعروف برعايته سنة : 1272هـ/1856م، فحضر المؤتمر أمراء الترارزه ولبراكنه وآدرار، وذلك لتنسيق جهودهم وحل خلافاتهم السياسية. وقد عضد ذلك المجهود الداخلي بالتوجه لطلب العون من سلطان المغرب الذي كتب له رسالة يطلب منه يد المساعدة بالمال والسلاح.
للرجل عدد كبير من المؤلفات في الفقه والسيرة والنحو والصرف والتصوف من أهمها: شرح على الأخضري، ومجموعة كبيرة من الفتاوى سماها:" الدرة المنتشرة"، وكتاب في التوحيد سماه :"هصر العراجين للضعفاء المراهين"، وكتاب في الحسبة أسماه : "الميزان القويم والصراط المستقيم".. كما شرح باب الفرائض من مختصر خليل. وألف كتابا في علم الكلام سماه:" مجمع الطي والنشر، في الرد على المسائل العشر"، وفي الصرف:" تحفة الأطفال في شرح لامية الأفعال"، وفي التربية: "خلاص النفس من الحبس"، وفي النحو:" النفحة القيومية بتفسير الأجرومية" وفي اللغة: "شرح على المقصور والممدود"، وشرح مقصورة بن دريد، وفي العقائد: "شرح الصغرى للسنوسي " ، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الرسائل من بينها : رسالة في امتناع تمثل الشيطان بالنبي صلى الله عليه وسلم، و "سور الأذكار الماحية للأوزار"، ورسالة في تعلم النساء، ورسالة في فوائد النكاح، ورسالة في القبض والبسط، ورسالة في المال المدفوع للأكابر ولمداراة الظلمة ، كما أن له ديوان شعر كبير، ومجموعة ضخمة من الرسائل الموجهة للأمراء وأعيان القبائل والعلماء والمشائخ.
توفي الشيخ سيديا رحمه الله تعالى عام1284هـ الموافق 1868م.

بـــحــث
     
 خدمات