الشيخ المختار بن بون الجكني*

هو المختار بن بون بن الأمين بن محمد سعيد: فقيه مدرس ونحوي وشاعر من قبيلة تَجَكَانَتْ (الرماظين). أخذ عن المختار( أبَّانَ أحمد) بن حبيب الجكني ، وعن انـﭽبنان بن مُحَمَّذِن الحيبلي ، وعن مُحمَّدا بن بوحمد المجلسي وابنه البدوي، وعن المختار بن بابَ حونه الحسني ، وعن أَتْفَغَ المختار الشقروي. وأخذ فن المنطق عن خديجة بنت مُحمَّد العاقل.

أما السند النحوي الموجود بأيدي تلامذته من مثل يحظيه بن عبد الودود ، ففيه أنه أخذ عن علوي عن سوداني عن آخر عن الأشموني المصري. ولقد برع في علوم اللغة والمنطق و النحو والكلام، ودرس عليه الكثير من أعلام البلاد من مثل سيدي عبد الله بن الفاظل البركي والعبدين بن المختار بن بوبه الجكني ، وأحمد البدوي بن حبيب الله الجكني(ت: 1280هـ/1824م)، وفَحْفُ المَسُومي، و قاظينا بن الأمين بن أعمر بن ييجَ التَّنْدَغي، ولمجيدري بن حبيب الله اليعقوبي، ومحمذن بن الهاشمي بن الأمين اليدمسي ، وحرمة بن عبد الجليل العلوي، وبلا بن الفاضل الشقروي(ت: 1272هـ/ 1856م) ، وسيدي عبد الله بن أحمد دام الحسني ، والمختار بن سيدي أحمد بن سيدي الهادي اللمتوني ، والإمام بن محمد آبَّ الكنتي وغيرهم كثير.

يعد ابن بون شيخ المدرسة النحوية الكلامية، بلا منازع. قال عنه صاحب فتح الشكور:" ولقد انتفع الناس بعلمه وقبلت تواليفه، وأقبل عليها أهل القبلة يقرؤونها حتى صار بعضهم لا يقرأ هذه الفنون إلا بتواليفه." وقال صاحب الوسيط أحمد بن الأمين الشنقيطي : " تاج العلماء الذي طوق بحلي علمه كل عاطل وورد هيم الرجال زلاله وصدر عنه كلهم وهو ناهل. ولا يوجد عالم بعده إلا وله عليه الفضل الجزيل بما استفاد من مصنفاته وتلقى من مسنداته."

وقعت بينه مناظرات في مجال العقيدة والتصوف، احتدت أحيانا مع بعض العلماء كخلافه مع لمجيدري بن حبيب الله اليعقوبي حول تدريس العقائد الأشعرية، وكخلافه مع الشيخ سيدي المختار الكنتي حول إخبارات الأولياء. ولقد كان له القبول التام في التدريس والفتوى .

للمختار بن بون آثار عدة منها:"الجامع بين التسهيل والخلاصة" في النحو (وهو احمرار زاد به ألفية بن مالك وشرحهما )، و" تحفة المحقق في حل مشكلات المنطق"، "تبصرة الأذهان في نكت علم البيان"، و" سلم الطالبين في قواعد النحويين"، و"الوسيلة في العقيدة" ، ونظم جمع الجوامع لابن السبكي في علم الأصول ، والمقدمة في النحو، والعنديات (وهي مجموعة من الأجوبة يذكر أنه أجاب فيها مصدرا بعبارة: عندي)، وقيل إن تلميذه سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم عرضها على البناني لما سافر إلى المشرق فأقرها، كما يذكر أن محمد ابات النزاري اطلع عليها في الأزهر أيام جولته في حواضر العالم الإسلامي.
توفي رحمه الله سنة 1220هـ / 1805م، ودفن بموضع يسمى ( تَبَارِيتْ) بتكانت.

ـــــــــــــــــــــــ
نقلا عن:"المجموعة الكبرى"، د. يحيى ولد البراء، مج2،ص287-288،ط1 /1430هـ ـ 2009م ، مكتبة المنار- انواكشوط.