آخر الأخبار المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يبين الموقف الشرعي من الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية :: بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك يصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم نشرية علمية جديدة حول أحكام العيد والأضحية وآدابهما. ::
الصفحة الرئيسية
 عن المجلس
  النصوص القانونية
  تشكلة المجلس
 الفتوى
  صناعة الفتوى( الحلقة الثانية)
  صناعة الفتوى (الحلقة الأولى)
  فتاوى صادرة عن المجلس
 المظالم
  مظالم تمت تسويتها
 ندوات ومحاضرات
  توصيات الندوة العلمية حول العلاقة بين الفقه والطب
الشيخ محمد المامي بن البخاري

هو محمد المامي بن البخاري بن حبيب الله بن بارك الله بن أحمد بزيد بن باركلله الشمشوي، ومولده سنة 1206 للهجرة ب”تيرس” في شمال موريتانيا. عاش عمرا يناهز السبعين عاما.
نشأته وتكوينه العلمي:
أظهر الفتى محمد المامي نبوغا مبكرا وذكاء وقادا حيث حفظ القرآن الكريم ثم سافر إلى القبلة في منطقة اترارزه حيث أقام بها فترة، لينتهي به المقام في منطقة (توضباي) الفوتية - كوركل - ثم عبر نهر السينغال واتصل بأمراء النهر الذين يحكمون بالعدل ويشجعون العلماء ، ورغم أن رحلته هذه مفقودة إلا أن المتتبع لآثاره عامة وقصائده خاصة يدرك أنها أثرت في توجهاته الفكرية والعلمية واهتماماته.
ما لبث الشيخ أن عاد إلى منطقة “تيرس” (شمال البلاد) وهو لا يزال شابا ، فأسس محظرته التي طار ذكرها سريعا في البلاد، واجتمع عليها من الطلاب عدد كبير.
لم يذكر المؤرخون أشياخا محددين أخذ عنهم العلم أو مدرسة معينة درس بها، و لعله إنما أخذ العلم عن طريق الاطلاع الواسع والرحلات العلمية. وقد التقى الشيخ محمد المامي طوائف من العلماء والفقهاء أبرزهم :
ـ أحمد البشير القلاوي (ت 1277م)
أو في الشمشوي (ت 1300(
ـ الشيخ أحمدو بن سليمان الديماني (ت 1300(
ـ الشيخ سيدي المختار الكنتي الصغير(ت 1263(
ـ محمد أحمد بن حبت ( 1298(
لشمسدي (ت 1260(
ـ سيدينا بن الطالب أحمد (1287(
ـ الشيخ محمذ فال بن متالي التندغي (ت 1287(
ـ محنض بابه بن اعبيد الديماني (ت 1277)
ـ الشيخ محمد فاضل القلقمي (ت 1286(
ـ المختار بن المعلى الحسني (1326(
ـ المصطفى بن أحمد فال العلوي (ت 1290(
ـ الطالب أحمد بن اطوير الجنة الحاجي (ت 1310)

آثاره ومؤلفاته
الشيخ محمد إلمامي هو بحق، عالم متعدد المواهب: فهو أديب ولغوي وفقيه وأصولي ومفكر سياسي ومصلح اجتماعي ومؤرخ. ويرد الكثيرون غزارة علمه إلى ذكائه الحاد،وسعة مطالعاته
وقد ترك العديد من المؤلفات في التوحيد والفقه والسيرة النبوية والنحو، وقوانين الدولة والجغرافيا وتكلم عن اكتشاف المعادن، إلخ... وقد قام بإدخال تحسينات في المناهج التربوية المعمول بها ببلاده آنذاك، من حيث اختصار المطولات ونظمها حتى يبسط حفظها مثل "حفظ المباني في نظم المقولات النحوية،" ونظم خليل وترتيب نزول الناسخ والمنسوخ وله أكثر من 28 مؤلفا.بالإضافة إلى ديوانين أحدهما فصيح وآخر شعبي. وكان متميزا حتى في عناوين كتبه وقصائده مثل “كتاب البادية”، و"الدولفينية" و ”الموردية في الأحكام النبوية”.
اشتهر الشيخ بحافظة قوية وبذكاء وقاد، ففي فترة مبكرة تصدر للفتوى، وألف عشرات التآليف في الفقه، واللغة والشعر والحساب، كما أفتى في نوازل لم يُسبق لها. ومن مشروعه الإصلاحي دعوته إلى النظام وقيام دولة، كما حث الناس على العمل وطالبهم بالاتحاد وتنصيب حاكم يأمر بالعدل ودعا إلى العمران وحفر الآبار وصيد السمك.
ومن أشهر كتبه : "كتاب البادية"، و"الجرادة الصفراء"، و"زهر الرياض" و"الموردية في الأحكام النبوية" . كما أنه نظم “مختصر خليل” أشهر مختصرات الفقه المالكي وختمه بقصيدة سميت “السلطانية” عدد فيها بعض مؤلفاته التي تتميز فيها بأنه كان يعرضها على معاصريه بطلب نقدها. وله أيضا اختصار لمنظومة "بوطليحية" للنابغة القلاوي، اختصرها بشكل مركز ومملوء بالرموز فيما يشبه الألغاز ...

مشروعه الإصلاحي: الدعوة إلى نصب الإمام و إلى فتح باب الاجتهاد
لم يكن الشيخ راضيا عن الواقع السياسي والاجتماعي لبلده ولهذا أطلق عليها تسميات تشي بتلك الفوضى السياسية والاجتماعية مثل "البلاد السائبة" ، و"المنكب البرزخي" ، و"القطر الشنظوري" " و"بلاد الفترة".
وقد وضع نصب عينيه قضية الدعوة إلى نصب الإمام وإقامة الحدود واعتبر أن غياب الإمام يؤدي إلى شيوع الفوضى وتعطيل الأحكام ، وأدى إدراكه لخصوصية البلاد إلى إنتاج خطاب تميز بالابتكار، يراعى تلك الخصوصية في إصدار الأحكام باعتبار شنقيط ومجتمعها حالة استثنائية تتطلب أحكاما خاصة تنطلق من خصوصيتها الاجتماعية والدينية .
وله قصيدة مشهورة يدعو فيها إلى نصب الإمام والوقوف ضد التسيب السائد في مجتمع " بلاد الفترة" كما اسماها، أي أنها على فترة من الأحكام. مطلع القصيدة:

على من ساد أمرد أو جنينا
وأجمل من كسا التاج الجبينا
والتي يقول فيها:

وقلتم لا إمام بلا جهاد
يعززه فهلا تضربونا
وقلتم لا جهاد بلا إمام
نبايعه فهلا تنصبونا

وعلى الصعيد التشريعي ، رأى الشيخ محمد إلمامي ضرورة تجديد الفقه خاصة في هذا القطر فنقح الكثير من الدراسات الفقهية وتعامل معها بروح نقدية اجتهادية فائقة كما دعا لفتح باب الاجتهاد مبينا تناقض القائلين بإغلاقه، حين يقول إن فقهاء عصره ينكرون على من حاول فتح باب الاجتهاد، ومع ذلك لا تمضي على أحدهم سبعة أيام من دون أن يجتهد في نازلة، وخاض الشيخ محمد المامي مساجلات فكرية وفقهية مشهورة مع كبار العلماء الشناقطة من معاصريه من أمثال محمد بن محمد سالم المجلسي، ومحمذن فال بن متالى التندغي، ومحنض بابه بن اعبيد الديماني، والمختار بن محمد المجلسي، واشتهر بالسعي في الصلح بين القبائل، وبالكرم، وكان يعيش في كنفه الكثير ممن لا ملجأ لهم، كما كان موضع احترام كبير من جميع الموريتانيين والوافدين.
سعى الشيخ محمد المامي إلى تقديم مشروع فقهي يراعي الخصوصية البدوية لبلده وطرح منهجا يزاوج بين التقعيد الفقهي و الأصولي. وعمل على تبيين أحكام جملة من النوازل البدوية عل نحو يراعي خصائص الزمان وتمايز العادات.
وإذا ما تأملنا الإشكالات الفقهية العملية التي عالجها المؤلف، فسرعان ما يظهر لنا، من خلال معالجاته، أن هناك خصوصية في بعض النوازل المطروحة لأهل شنقيط عائدة إلى الخاصيتين الأساسيتين لباديتهم: الخلوّ من العمران وما يسببه من إكراهات في "نحلة العيش"، والخلوّ من السلطان وما ينشأ عنه من غياب الأمن على الأنفس والأموال.
لهذا انطلق في منهجه الجديد من قاعدتين هما:l
- جواز التخريج على أصول الأئمة المتقدمين لعلماء زمانه إذا لم يجدوا في أقوالهم المنصوصة حكماً للنوازل التي عرضت لهم.

- الأخذ بالعادة التي لا تخالف الشرع لداعي المصلحة، وكذلك جواز مراعاة الضرورات التي تعرض لأهل البدو حتى لو كانت غير داخلة تحت نوع من الضرورات نص المتقدمون على اعتبارها.
توفي الشيخ محمد المامي رحمه الله حوالي سنة 1286 للهجرة.

بـــحــث
     
 خدمات