آخر الأخبار المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يبين الموقف الشرعي من الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية :: بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك يصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم نشرية علمية جديدة حول أحكام العيد والأضحية وآدابهما. ::
الصفحة الرئيسية
 عن المجلس
  النصوص القانونية
  تشكلة المجلس
 الفتوى
  صناعة الفتوى( الحلقة الثانية)
  صناعة الفتوى (الحلقة الأولى)
  فتاوى صادرة عن المجلس
 المظالم
  مظالم تمت تسويتها
 ندوات ومحاضرات
  توصيات الندوة العلمية حول العلاقة بين الفقه والطب
الشيخ أحمد باب التنبكتي

ولد العلامة أحمد باب التنبكتي حسب ما قال عن نفسه: " ليلة الأحد الحادي والعشرين من ذي الحجة عام ثلاثة وستين وتسعمائة وألف" ويوافق ها التاريخ 26 أكتوبر سنة1556م.
اسمه الكامل ونسبه :
هو أحمد بن أحمد بن الحاج أحمد بن عمر بن محمد أقيت بن عمر بن علي بن يحي الصنهاجي الماسني ويعرف باسم بابَ التنبكتي، أو السوداني.

وقد اشتهرت أسرة باب التنبكتي منذ أيام جده الحاج أحمد بن عمر(864هـ-934هـ) بالعلم والصلاح، وانفردت بخطتي الإمامة والقضاء بمدينة تنبكتو.
نشأ أحمد باب بمدينة تنبكتو أيام عرفت هذه المدينة ازدهارا واسعا، في عهد حاكمها أسكي داوود (956-990هـ،1549-1582م) الذي كانت أيامه أيام سلم ورخاء، وانتشر العلم وعرفت المدينة أزهى أيامها في عهده.. وقد قضى أحمد باب بها طفولته وجانبا مهما من شبابه. وكانت حينها من أهم مدن مملكة (سُنُغَيْ)، التي أسلم أهلها منذ القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي، وقد توطدت علاقة هذه المملكة الإسلامية بالمراكز الثقافية الكبرى في العالم العربي الإسلامي شرقا ومغربا. وقد ارتبطت مدينة تنبكتو ببلاد المغرب ارتباطا وطيدا من ناحية المعاملات التجارية والعلاقات الثقافية والسياسية، حتى وصفها السعدي بأنها اكتسبت سماتها الحضارية والاقتصادية من بلاد المغرب، وفي هذا المناخ الملائم نشأ أحمد باب وتعلم القرآن وعلوم عصره على أبيه أحمد وعمه أبو بكر، فدرس القرآن ثم الحديث والفقه والنحو واللغة والتوحيد والصرف، فحفظ بعض الأمهات وقرأ النحو على أستاذه الأول عمه أبوبكر، ثم درس على والده الحديث والمنطق، أما شيخه الذي لازمه وكان له عليه فضل فهو العلامة الأكبر محمد بُغْيُعُ الذي ذكر أنه انتفع به وبكتبه وقد لازمه سنين طويلة.
وقد تعرض العلامة أحمد باب لمحنة النفي عن موطنه على يد السعديين، فنفاه الباشا محمد زرقون بعد احتلال جيش السعديين لهذه المدينة،إلى مدينة مراكش وذلك يوم السبت 25جمادى الثانية1002هـ/موافق 18/مارس/1593م، كان عمره حينها لم يجاوز الأربعين فأقام بمدينة مراكش أربعة عشر عاما اشتغل أثناءها بالتدريس والتأليف والإفتاء.
وقد عرفت هذه الفترة من حياة الرجل لدى المؤرخين المغاربة بمحنة الفقيه السوداني أو التنبكتي.. وبعد موت المنصور السعدي أذن له ابنه زيدان بالعودة إلى تنبكتو، فوصلها في العاشر من ذي الحجة 1016هـ الموافق27/مارس/1608م، وبعد عودته لم يذكر عنه الكثير غير ما أصدر من فتاوى، ورسائل وإجازات إلى أن توفي رحمه الله تعالى في 6/شعبان1036/هـ، موافق22/ إبريل1627م.
وقد ترك مصنفات كثيرة بلغ ما وجد منها لحد الآن أكثر من ستين مصنفا، وقد ألف معظمها أثناء فترة نفيه بمراكش..
كان أحمد باب علما بارزا من أعلام منطقة تنبكتو والغرب الإسلامي،وقد اثر بمؤلفاته العديدة وعلمه الواسع في منطقته، وكان تأثيره في المغرب كبيرا فقد تتلمذ عليه لفيف من المغاربة والشناقطة وغيرهم..مما بوأه مكانة رفيعة بين علماء المنطقة.
من فتاوى الشيخ أحمد باب التنبكتي:
فتوى حول لزوم الجماعة وقيامها مقام القاضى والسلطان :

يقول أحمد بابا بن الحاج أحمد المسك المسوفي التنبكتي في جواب سؤال رفع إليه في حكم اجتماع أهل محل على القيام بالمصالح وعلى عقوبة الجناة ما نصه: " اعلم أن الموضع الذي لا سلطان فيه ولا يلحقه حكم السلطان إن اجتمع جماعة من المسلمين فيه على إقامة أحكام الشرع على الوجه المشروع فإن حكمهم يقوم مقام السلطان والقاضى، حيث لا سلطان ولا قاضي، ويجب عليهم السعي في الدخول تحت حكم السلطان، إذ لا يجوز البقاء فوضى للأحاديث الكثيرة كحديث:" ممن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" وأما وضعهم الضوابط والأحكام على مقتضى المصالح، فإن كانت جارية على وجه الشرع فليس بجهل بل إنفاذ لأحكام الشرع، وإن كانت على خلافه فأمر حرام لا يجوز مطلقا. فلا تكون الأحكام إلا على ما شرعه الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ويثبته علماء سنته: وَ مَن ْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَل مِنْهُ وَهُوَ فَي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ..
والغيرية صادقة في الأصول والفروع، فسواء اتبع دينا غيره، أو ابتدع أحكاما غير حكمه.

بـــحــث
     
 خدمات