سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم بن الإمام بن محنض أحمد (ت1233هـ).. فقيه ذاع صيته وانتشر ذكره لتمكنه في علم الأصول، وهو من قبيلة إدوعلي (أهل الامام) الذين يسكنون بمنطقة تكانت..
قضى أربعين سنة وهو يطلب العلم، فأخذ عن الطالب عبد الرحمن انباب بن بُوكْسَه العلوي، وعن المختار بن بونه الجكني، وعن سيدي عبد الله بن الفاضل البركي، وعن عمار بن الحاج محمد العلوي. ثم انتقل إلى الحج فلقي العلماء في مصر والحجاز، فذاكرهم، كما أخذ عن التودي، والبناني الفاسيين.، وكان منقطعا للدرس بحيث لايفتر عن المطالعة والتدريس، حتى قيل إن السلطان المغربي سيدي محمد بن عبد الله أرسل في طلبه فلم يلب الطلب لانشغاله بالمطالعة، فأمر أعوانه أن يحضروه في الهيئة التي وجدوه عليها، فوجدوه على فراشه وهو يطالع، فحملوه على تلك الهيئة، وكان هذا السلطان عالما، ويجل العلماء، وحين ذاكره أعجب به، وبالغ في إكرامه.
بعد عودة سيدي عبد الله إلى منطقة تكانت أسس محظرة تخرج على يديه فيها عدد كبير من مشاهير أهل العلم نذكر من بينهم: الطالب أحمد بن أطوير الجنه الحاجي، والشيخ محمد الحافظ بن المختار العلوي، والطالب ولد حنكوش، وعبد الله بن سيدي محمود الحاجي، وصالح بن عبد الوهاب الناصري، وأحمد بن المختار الجكني. وقد اعترف له العلماء بأنه من مجتهدي الترجيح، وقد عني به أمراء منطقته تكانت، خاصة الأمير محمد شين الذي كان لايقطع أمرا بدونه، اعترف له الناس بالسبق في مجال الأصول بمؤلفه "مراقى السعود" وشرحه نشر البنود على مراقي السعود"، كما ألف في مصطلح الحديث "طلعة الأنوار"، وشرحها "هدى الأبرار"، وله مؤلفات أخرى مثل كتاب :" طرد الضوال والهمل عن الكروع في حياض العمل" و:" يسر الناظرين على روضة النسرين"، و"نور الأقاح"، وشرحه:"فيض الفتاح"،و"غرة الصباح في اصطلاح البخاري". نظم مكفرات الذنوب، وألف كتابا سماه:"صحيحة النقل في علوية إدوعلي، وبكرية محمد قلي " في نسب قبيلته إدوعلي، وقبيلة لقلال ، كما أن له فتاوى فقهية تجمع الكثير من المواضيع.. توفي في تكانت ودفن بموضع القبة سنة1233هـ موافق1817م