آخر الأخبار المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يبين الموقف الشرعي من الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية :: بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك يصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم نشرية علمية جديدة حول أحكام العيد والأضحية وآدابهما. ::
الصفحة الرئيسية
 عن المجلس
  النصوص القانونية
  تشكلة المجلس
 الفتوى
  صناعة الفتوى( الحلقة الثانية)
  صناعة الفتوى (الحلقة الأولى)
  فتاوى صادرة عن المجلس
 المظالم
  مظالم تمت تسويتها
 ندوات ومحاضرات
  توصيات الندوة العلمية حول العلاقة بين الفقه والطب
الفتوى:رقم 120/ 2014م: حول ضوابط وحدود تعليم المرأة الأجنبية

السؤال: هل يجوز تعليم المرأة الأجنبية أم لا؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله؛
وبعد: فمما هو معلوم أن تعليم أحكام الدين أمر واجب، لاسيما ونحن في هذا العصر الذي انتشر فيه الفساد ولم يسلم منه بلد في العالم، نظرا لعوامل كثيرة، من أخطرها ظاهرة العولمة الغربية، التي غزت المدن والبوادي، واقتحمت ثقافتها بيوتنا عبر القنوات ووسائل الاتصال، غير المسيطر عليها والتي أصبح التقاطها في متناول الكبير والصغير، دون رقيب إلا من رحم ربك. ولمقاومة هذا الغزو والتصدي لهذا الخطر الداهم، لابد من تحصين أبنائنا بنشر تعليم ديننا الحنيف، وآكد من يحصن اليوم هو النساء، فلا بد من تعليمهن وتثقيفهن، حتى يعلمن الصالح من الفاسد.
وكان سلفنا الصالح يولي عناية كبيرة لتعليمهن، فقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه بقوله: باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم.
وذكر ابن بطال والبدر العيني وغيرهما من شراح البخاري أن فيه: سؤال النساء عن أمر دينهن، وجواز كلامهن مع الرجال في ذلك، فيما لهن الحاجة إليه؛ وقد أخذ العلم عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعن غيرهن من نساء السلف.
وذكر شراح البخاري عند باب موعظة الإمام للنساء يوم العيد، أن في هذا الحديث من الفوائد: استحباب وعظ النساء وتعليمهن أحكام الإسلام وتذكيرهن بما يجب عليهن، ويستحب حثهن على الصدقة وتخصيصهن بذلك في مجلس منفرد ومحل ذلك كله إذا أمن الفتنة والمفسدة .
وذكروا أن فيه عظة النساء وترغيب ولي الأمر في أفعال الخير للرجال والنساء والتحدث مع النساء الأجانب عند أمن الفتنة، وفيه مشروعية تعليم المرأة الكتابة، ومن أبواب البخاري في الأدب المفرد : باب الكتابة إلى النساء وجوابهن؛ وقال المجد ابن تيمية في منتقى الأخبار عقب الحديث: الوارد في هذا الباب"وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة"؛ وتبعه بعد ذلك الشيخ عبد الرحمن بن محمود البعلبكي الحنبلي في المطلع، ثم الشوكاني في شرحه ؛ وقد أصبح تعليم المرأة من متطلبات الحياة، لأن العلم فرض على كل مسلم، فقد كان كل النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يتعلمن منه آيات الله وما أنزل عليه من الأحكام، وقد جعل النبي لهن موعدا يحضرن فيه لتلقي العلم، مثلهن في ذلك مثل الرجال تماما، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالت النساء للنبي: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن. كما في البخاري.
إن التعليم حق للمرأة كما هو حق للرجل، لكن في حدود الشرع المطهر، والتزام الأخلاق الإسلامية.
لقد أقبلت النساء في صدر الإسلام على التعلم والتفقه في أمور دينهن ودنياهن إقبالا عظيما، ولنا في أمهات المؤمنين القدوة الحسنة، فقد قامت عائشة بشرح المراد من حديثه لمن لا تعي ما يقوله مما في تصريحه به إحراج للسائلة ، وعلم صلى الله عليه وسلم النساء كيف يغسلن ابنته حين تُوفِّيت ، كذلك ثبت أن أسماء بنت عميس غسلت زوجها أبا بكر رضي الله عنه حين توفي بمحضر الصحابة رضوان الله عليهم، مما يدل على أنها كانت تفقه حكم ذالك .
والإسلام لم يفرق في حثه على طلب العلم بين الرجل والمرأة، بل طالبهما بتحصيل العلم النافع والمعرفة المفيدة، وجعل للمرأة حقا في أن تأخذ نصيبها من التعليم في إطار الآداب والضوابط الشرعية التي لا ينبغي تجاوزها، مثل الفصل في التعليم بين الجنسين في المكان والزمان، عملا بعموم الأحاديث والوقائع التي فصل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء عن الرجال في الصلاة.
حيث جعل للنساء صفوفا تبدأ من آخر المسجد، أي من أبعد مكان فيه عن الرجال، فقال:"خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" . كما جعل للنساء مجلسا يجلس إليهن ليعلمهن أمور دينهن، وذلك عندما طالبن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهن يوما يجلس إليهن يعلمهن أحكام الدين دون حضور الرجال، ففعل صلى الله عليه وسلم ذلك .
أما فيما يخص تعليم الرجل المرأة الأجنبية، فله ضوابط لابد من مراعاتها منها: أن يكون المعلم مأمونا دينا وورعا، ومنها: ألا تحصل خلوة بينهما، ومنها: أن تلبس المرأة اللباس الشرعي الساتر لجميع بدنها، ومنها: أن لا تتزين وتتعطر وقت الدرس، ومنها أن تعلم أن مجلس العلم الشرعي له هيبته وله وضع يختلف عن المجالس الأخرى؛ ويجب على النساء اللاتي يردن التعلم تجنب الاختلاط الفاسد، صونا للأعراض وسدا لأبواب الفساد.
والله الموفق.

بـــحــث
     
 خدمات