الجـواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعـد: فإن اتخاذ السبحة لضبط الذكر أمر لا بأس به، لأن عد الذكر مشروع بأدلة منها:
أولا: السنة العملية: فقد ثبت عن عبد الله بن عمرو أنه صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيده كما في سنن الترمذي وحسنه، وسنن النسائي، ومستدرك الحاكم وصححه الذهبي .
ثانيا: السنة القولية: حيث أخرج أبو داود والترمذي والحاكم أنه صلى الله عليه وسلم قال بعد حض النساء على التسبيح والتهليل: (واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات) .
ثالثا: السنة التقريرية: حيث لم ينكر صلى الله عليه وسلم عد التسبيح بالنوى ـ والسبحة مثله لعدم الفارق ـ كما روى الترمذي والحاكم وصححه والذهبي، والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز .
رابعا: عمل سلف هذه الأمة من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم، فقد كان كل من سعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وأبي الدرداء رضي الله عنهم يسبحون بالحصى أو النوى حسبما ذكره السيوطي في أحاديث السبحة.
وذكر عن القاضي عياض: جملة من صلحاء وعلماء الأمة كان لكل منهم سبحة: فيهم الحارث بن أسد المحاسبي، وعامر بن شعيب، والحسن البصري، وقال عنه: إن سحنونا كانت له سبحة يجعلها في عنقه.
وعزى السيوطي لابن خلكان في وفيات الأعيان طريقا مسلسلا إلي الحسن البصري في السبحة وفي إحدي طبقاته": أن أبا القاسم الجنيد رؤى وفي يده سبحة فقيل له في ذلك، فقال: طريق وصلت به إلى ربي لا أفارقه .
وانطلاقا من هذه السنن والآثار وعمل السلف الدالة في مجملها علي جواز عد الذكرـ والسبحة إحدى وسائله ـ فإن المجلس يفتي بجواز اتخاذها لذلك الغرض.
