آخر الأخبار المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يبين الموقف الشرعي من الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية :: بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك يصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم نشرية علمية جديدة حول أحكام العيد والأضحية وآدابهما. ::
الصفحة الرئيسية
 عن المجلس
  النصوص القانونية
  تشكلة المجلس
 الفتوى
  صناعة الفتوى( الحلقة الثانية)
  صناعة الفتوى (الحلقة الأولى)
  فتاوى صادرة عن المجلس
 المظالم
  مظالم تمت تسويتها
 ندوات ومحاضرات
  توصيات الندوة العلمية حول العلاقة بين الفقه والطب
الفتوى رقم: 143/:2014م: في حكم الذهاب إلى العرافين وتصديق أقوالهم

السؤال: ما الحكم الشرعي في الآتي:
امرأة أصابها جنون وذهب بها ذووها إلى كاهنة فقالت لهم: إن الجني لن يخرج عنها حتى يتزوجها، وطلب على ذلك مبلغا ماليا وعددا من الديكة، وشاة، فجاءوا بما طلب منهم فاستدعت الكاهنة جماعة من الكهنة فحضروا وألبسوا المريضة ثيابا بيضا وأضجعوها وزعموا أنهم أنزلوا عليها الجني وأمروها أن تتكلم بما قال لها صاحبها فتكلمت ببعض الأمور.
ما ذا يترتب على تصديق كلام هذه الكاهنة وأعوانها؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه؛
و بعد: فإن الكهانة بالفتح هي : ادعاء علم الغيب,وبالكسر:حرفتها,قال الزبيدي:
"كهن له: كمنع ونصر وكرم، كهانة، بالفتح ...وفي التوشيح: الكهانة، بالفتح ويجوز الكسر: ادعاء علم الغيب؛ ومثله في ضوء النبراس، وأفعال ابن القطاع والإرشاد. فهو كاهن ج كهنة، محركة، وكهان، كرمان، وحرفته الكهانة، بالكسر، وهو على القِياسِ" .
والكهانة والعرافة من العلماء من جعلهما بمعني واحد، ومنهم من فرق بينهما قال الخطابي: والفرق بين الكاهن والعراف أن الكاهن إنما يتعاطى الخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار، والعراف هو الذي يتعاطى معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما من الأمور.
وقال البغوي ‏:‏ ‏"‏ فالكاهن: هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار، ومطالعة علم الغيب، وكان في العرب كهنة يدعون معرفة الأمور، فمنهم من كان يزعم أن له رئيسا من الجن، وتابعة تلقي إليه الأخبار، ومنهم من كان يدعي أنه يستدرك الأمور بفهم أعطيه.
والعرَّافُ هو الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدِّمات يستدلُّ بها على المسروق ومكان الضّالَّة وقيل‏:‏ هو الكاهن .
وقد تضافرت الأحاديث الصحاح بالنهي عن إتيان الكهان وتصديقهم فيما يقولون؛ لأنهم يتكلمون في مغيبات قد يصادف بعضها الإصابة فتخاف الفتنة على الإنسان بسبب ذلك؛ ولأنهم يلبسون على الناس كثيرا من الشرائع.
ومن تلك الأحاديث ما صح عنه صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما" .
وقد روي الحاكم وصححه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" .
وعن عمران بن حصين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى عرافا أو كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد". رواه البزار بإسناد جيد .
وبناء علي ما سبق فإن هذه المرأة الموصوفة في السؤال وأشباهها لا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم لأنهم من جملة العرافين والكهنة الذين يدعون علم الغيب ويستعينون بالجن في علاجهم وأخبارهم، بل الواجب الإنكار عليهم وعلي أعوانهم وأشباههم ومن يأتيهم، وعدم سؤالهم وتصديقهم والرفع عنهم إلى ولاة الأمور حتى يعاقبوا بما يستحقون لأن تركهم وعدم الرفع عنهم يضر المجتمع ويساعد على اغترار الجهال بهم وسؤالهم وتصديقهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان". رواه مسلم .
ولا شك أن الرفع عنهم إلى ولاة الأمر من جملة الإنكار عليهم باللسان ومن التعاون على البر والتقوى.
والله الموفق.

بـــحــث
     
 خدمات