آخر الأخبار المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يبين الموقف الشرعي من الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية :: بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك يصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم نشرية علمية جديدة حول أحكام العيد والأضحية وآدابهما. ::
الصفحة الرئيسية
 عن المجلس
  النصوص القانونية
  تشكلة المجلس
 الفتوى
  صناعة الفتوى( الحلقة الثانية)
  صناعة الفتوى (الحلقة الأولى)
  فتاوى صادرة عن المجلس
 المظالم
  مظالم تمت تسويتها
 ندوات ومحاضرات
  توصيات الندوة العلمية حول العلاقة بين الفقه والطب
الفتوى رقم:192/ 2015م: حكم قراءة النساء للقرآن أمام الأجانب

السؤال: هل تجوز قراءة النساء للقرآن أمام الأجانب بترتيل وتجويد؟ وخاصة ما يقع في المسابقات؟

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه؛
و بعد: فإن المدار في جواز سماع صوت المرأة ومنعه على خوف الفتنة أو قصد التلذذ لمن لا يباح له، فلا يجوز الاستماع إليه بقصد اللذة، كما لا يجوز لها هي رفعه أمام الأجانب إذا كان مظنة للافتتان به، فإن لم تقصد به لذة ولم تخف منه فتنة فلا حرج في سماعه.
قال في الرسالة: ولا يحل لك أن تتعمد سماع الباطل ولا أن تتلذذ بكلام امرأة لا تحل لك، قال شارحها الشيخ زروق: وأما صوت المرأة فإن قصد به التلذذ منع وإلا فلا، وكذا كل ما يتلذذ بصوته في الجملة .
وقال النفراوي ممزوجا بنص الرسالة:(ولا) يحل لك أيضا (أن تتلذذ بسماع كلام امرأة) ولو بالقرآن حيث كانت (لا تحل لك) ولذلك يطلب من المرأة الإسرار بقراءتها ولو في الصلاة الجهرية ولو عند محرمها، ومثل المرأة في حرمة التلذذ بكلامها الأمرد، وأما سماع كلامها من غير قصد تلذذ به فلا شك في جوازه .
وقال ابن ناجي، قال الفاكهاني: وانظر قول الشيخ ولا أن تتلذذ ولم يقل ولا أن تسمع لأن كلام المتجالة وما في معناها جائز .
وقال الدردير : (و) حرم التلذذ ب (سماع صوت أجنبية): ليست زوجة ولا أمة ومنهما جائز ... ويعلم منه أن سماع الأجنبية ولو شابة جميلة بدون قصد لذة يجوز وهو الراجح.
وقال العدوي في حاشيته على شرح الخرشي: ونص الناصر رفع صوت المرأة التي يخشى التلذذ بسماعه لا يجوز من هذه الحيثية لا في الجنازة ولا في الأعراس سواء كان زغاريت أم لا، ورؤية من يخشى منها الفتنة حرام، وأما القواعد من النساء فلا يحرم سماع أصواتهن .
وفي الدسوقي :وأما قول اللخمي وسند والقرافي يكره أذانها فينبغي كما قال ح أن تحمل الكراهة في كلامهم على المنع إذ ليس ما ذكروه من الكراهة بظاهر، لأن صوتها عورة انظر بن ؛ وقد يقال إن صوت المرأة ليس عورة حقيقة بدليل رواية الحديث عن النساء الصحابيات وإنما هو كالعورة في حرمة التلذذ بكل، وحينئذ فحمل الكراهة على ظاهرها وجيه تأمل .
وفي الموطأ: "مالك أنه سمع أهل العلم يقولون ليس على النساء رفع الصوت بالتلبية، لتسمع المرأة نفسها"، قال شارحه الباجي : وهذا كما قال إنه ليس على النساء رفع الصوت بالتلبية؛ لأن النساء ليس شأنهن الجهر؛ لأن صوت المرأة عورة فليس عليها من الجهر إلا بقدر ما تسمع نفسها وما زاد على ذلك من إسماع غيرها فليس من حكمها والجهر في الصلاة كذلك .
وفي أضواء البيان: وعلل بعض أهل العلم خفض المرأة صوتها بالتلبية، بخوف الافتتان بصوتها.
وفيه : أما المرأة الشابة الرخيمة الصوت، فلا شك أن صوتها من مفاتن النساء ولا يجوز لها رفعه بحال، ومن المعلوم أن الصوت الرخيم من محاسن النساء ومفاتنها، ولأجل ذلك يكثر ذكره في التشبيب بالنساء...وهذا أمر معروف لا يمكن الخلاف فيه .
وفي تفسير التحرير والتنوير عند قوله تعالي: [ فلا تخضعن بالقول ]، والنهي عن الخضوع بالقول إشارة إلى التحذير مما هو زائد على المعتاد في كلام النساء من الرقة .
وفي المدونة: قال مالك في المرأة تصلي وحدها صلاة يجهر فيها بالقراءة، تسمع نفسها وليس شأن النساء الجهر إلا الأمر الخفيف في التلبية وغير ذلك .
فعمومات النصوص الشرعية، وأقوال العلماء تقتضي عدم رفع الصوت في حق المرأة عموما، ولذا طلب منها الإسرار في الإقامة والتلبية والقراءة ولم يرخص لها في الأذان رغم كونه شعيرة من شعائر الإسلام ، سواء علل ذلك بِخَوْفِ الِافْتِتَانِ بِصَوْتِهَا كما هو رأي الأكثر أو بكونه عورة كما يرى آخرون.
ومن هنا فإن الأولى بالمرأة ألا ترفع صوتها بل هي مأمورة بخفض الكلام عموما أما قراءتها القرآن أمام الأجانب فتجوز حيث انتفي المحذور بأن كانت متجالة أو شابة لا تخشى فتنة في صوتها إذا تحلت بالضوابط الشرعية، لأن صوت المرأة غير عورة على الراجح بحجة أن الصحابة كانوا يستمعون إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم دون نكير في ذلك .

والله الموفق.

بـــحــث
     
 خدمات