آخر الأخبار المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يجتمع في دورة جديدة :: المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يبين الموقف الشرعي من الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية :: بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك يصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم نشرية علمية جديدة حول أحكام العيد والأضحية وآدابهما. ::
الصفحة الرئيسية
 عن المجلس
  النصوص القانونية
  تشكلة المجلس
 الفتوى
  صناعة الفتوى( الحلقة الثانية)
  صناعة الفتوى (الحلقة الأولى)
  فتاوى صادرة عن المجلس
 المظالم
  مظالم تمت تسويتها
 ندوات ومحاضرات
  توصيات الندوة العلمية حول العلاقة بين الفقه والطب
الفتوى رقم: 356/ 2019م: حول كيفية تنظيم العلاقة بين عمّار بيت الله

السؤال:
ملخص الاستفتاء: يقول السائل : المساجد بيوت الله تعالى أمر بعمارتها وتنظيفها ونهى عن الخصام فيها وفي زمن الحر قد تختلف جماعة المسجد فمنهم من يضر به المكيف ومنهم من لا يستغني عنه ويكون العكس في زمن البرد فقد يقوم بعض المصلين بفتح المسجد فيدخل الضرر على المصلين، وكذلك مضايقة الصفوف لأبواب المساجد حيث يغلق بعض المصلين في طرف الصفوف أحد الأبواب فلا يتمكن الداخل من الدخول
فكيف نظم الفقه العلاقة بين عمار بيوت الله تعالى؟

الجـواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛
أما بعد: فإن الله تعالى جعل المساجد بيوته على هذه الأرض فأضافها إليه سبحانه وتعالى إضافة تشريف وتعظيم فقال جل من قائل: وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً .
وينبغي لعمارها أن يعلموا أنه سبحانه وتعالى أراد لهذه المساجد أن تكون سببا في تآلف المجتمع وتراحمه ووحدته ومحو الفوارق الطبقية والفئوية عنه، وأن يتم إبعادها عن كل ما يناقض رسالتها تلك من مشاحنات وخصومات.
وهذا ما أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ، وَمَجَانِينَكُمْ، وَشِرَاركُمْ، وَبَيْعَكُمْ، وَخُصُومَاتِكُمْ، وَرَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ، وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ، وَاتَّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِهَا الْمَطَاهِرَ، وَجَمِّرُوهَا فِي الْجُمَعِ ".
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: «ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم ثلاثا، وإياكم وهيشات الأسواق». .
وفي رواية أخرى: «لِيَلِيَّني مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلاَمِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الأَسْوَاقِ». وقد فسر النووي "هَيْشَاتِ الأَسْوَاقِ " فقال: أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها.
وقال الشوكاني: و " الْهَوْشَة " الفتنة والاختلاط، والمراد النهي عن أن يكون اجتماع الناس في الصلاة مثل اجتماعهم في الأسواق متدافعين متغايرين مختلفي القلوب والأفعال.
وانطلاقا من هذه النصوص وما تحمله من حض على الائتلاف وأخذ كافة أسبابه، والبعد عن الاختلاف وكافة سبله، فإنه على جماعة المسجد أن تتعاون على ما فيه الخير للجميع وإبعاد المساجد عن كل ما لا تصلح له. هذا ما ينبغي أن يعقله الجميع ويتعاونوا عليه.
أما بخصوص ما ورد في السؤال من تضرر البعض من تصرفات البعض الآخر فإننا نذكر الجميع بما ورد في الموطإ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ» .
وفي سنن ابن ماجه عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ. .
فكل ما فيه مضرة لأخيك ينبغي أن تتجنبه حتى ولو كان لك فيه مصلحة، لأن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح.
ونذكر الجميع بأن يطبق ما ورد في هذه الآية الكريمة:وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ.

الخلاصة:

خلاصة الإجابة: أنه على الإمام- بمساعدة الجماعة - حل الخلاف الذي قد ينشأ بهذا الخصوص.

والله الموفق.

بـــحــث
     
 خدمات